حد السوالم : صالح فكار
يعتبر ورش التعليم من ابرز واهم اوراش الاصلاح التي حضيت باهتمام كل فعاليات المجتمع من هيئات سياسية وحقوقية وثقافية نظرا للرهانات التي تنتظر هذا القطاع باعتباره دعامة قوية للتنمية الاقتصادية والبشرية ولعل مايزيد من جسامة التحديات راجع للتحولات الإقليمية والدولية التي لابد من مواكبتها ان فعلا اردنا تحقيق تنمية شاملة أساسها صواب التعليم والتربية على القيم لانها النواة التي تنعش كل المجالات ليعم الخير الوطن
نعم نحن مجبرون على مسايرة الظرفية ان اردنا ان نجعل من طفل اليوم رجل الغد لأجل بناء اجيال قادرة على مواجهة التحديات لكن هدا لا ولن يتاتى الا بالنهوض الجدي والجدري بالمنظومة التعليمية ببلادنا
وعلى الرغم من هذا فالمهتم بالشأن التربوي والتعليمي بمنطقة السوالم يرى جانبا اخرا من الاكراهات التي يتخبط فيها القطاع ويكتوي بنارها التلاميذ واسرهم بدءا بالاكتظاظ الذي يتفاقم سنة بعد اخرى لعله العامل والقاسم المشترك بين مؤسسات المنطقة خاصة المتواجدة منها بمدينة حد السوالم وكنموذج يقاس عليه الباقي . مدرسة المسيرة الخضراء الابتدائية التي لازالت تعرف نمط البناء المفكك حيث وصل معدل المتعلمين بها هذا الموسم الى 50 تلميذ وتلميذة في الفصل من اصل مايزيد عن 1500 تلميذ داخل حجرات تعود لعقود من الزمن وبلوازم مدرسية تدعو للشفقة كمكاتب السادة الأساتذة المتهالكة والطاولات التي منها من لم يعد صالحا للاستعمال وكدا السبورات التي توحي خدوشها انها عمرت بهدا المكان رغم المجهودات المبدولة من طرف جمعية الآباء وإلى جانبها تعيش المؤسسة الثانوية الإعدادية السوالم وضعا آخرعندما استبشرت خيرا ساكنة المدينة خاصة الاحياء والدواوير التي تعد من روافدها عندما شرعت الوزارة في شخص المديرية الاقليمية ببرشيد بالشروع في اظافة أربعة حجرات دراسية من اجل الرفع من الطاقة الاستيعابية للتلاميذ الراغبين بالالتحاق بالمؤسسة , هاته الحجرات التي لم تر الربط بالشبكة الكهربائيه لحد كتابة هذه الأسطر مع العلم ان الأيام القادمة من شهر أكتوبر تعرف حلول الظلام في الفترة المسائية قبل الساعة 18,30 مما سيخلق ارتباكا للسير العادي للعملية التعليمية للتلاميذ , من جهة أخرى اوضحت فعاليات من داخل الحقل التعليمي و التربوي انه يتم اغراق هذه المؤسسة بروافد كانت تصب في مؤسسات أخرى السنوات الأخيرة مما نجم عنه رفع نسبة الاكتظاظ الى معدل مابين 47و 48 تلميذ وتلميذة بالقسم في تناقض للشعار المرفوع من طرف الوزارة الوصية على القطاع ” من اجل مدرسة ذات جودة للجميع ”
السؤال الدي يظل مطروحا اين تتجلى الجودة في ظل مؤسسة تعاني الاكتظاظ داخل فصول الدرس والتحصيل رغم التوسعة الحديثة العهد ؟؟ مع العلم ان جمعية الآباء بهاته المؤسسة والإدارة التربوية وهيئة التدريس يشتغلون كخلية نحل بجد واجتهاد لجعل المؤسسة ترقى إلى المستوى المطلوب لكن الاكراهات الحاصلة تدفع بكل الفعاليات رفع النداء لكل المسؤولين على اختلاف مواقعهم ومسؤولياتهم المطالبة باحداث مؤسسات جديدة على مستوى الابتدائي ،الاعدادي والثانوي بمدينة حد السوالم نظرا للتوسع العمراني المتسارع للمدينة، حيث أصبحت مركز استقطاب لليد العاملة بفضل المشروع الكبير الذي تساهم فيه الولايات المتحدة الأمريكية ومعها باتت المنطقة صناعية بامتياز لتوفرها على معامل ومصانع دات جدب واستقطاب لليد العاملة إذ كلها عوامل يجب ان تدفع المسؤولين على قطاع التعليم كل من زاويته التدخل و العمل بشكل استعجالي دون اللجوء الى حلول تبدو ترقيعية والتي لاتنفع في شئ سوى الرفع من معاناة التلاميذ واسرهم واسرة التعليم جراء الظروف الغير مناسبة والغيراللائقة بسبب الاكتظاظ، إظافة الى ذلك يجب اشراك جميع نخب المجتمع المدني وكل الشركاء من أجل خلق بنية مدرسية يتوفر فيها الحد الادنى لممارسة العملية التعليمية من أجل تحقيق شعار الوزارة والنهوظ بتعليمنا على كل مستوياته ودرجاته بدءا بالتعليم الأولي مرورا بالاعدادي والثانوي الى التعليم الجامعي حيث معاناة اخرى يعيشها الطلبة الناجحون في امتحانات الباكالوريا بمنطقة السوالم عندما واجهو ا هذا الموسم عدة صعوبات وعمليات معقدة اثناء التسجيل بالجامعة المتواجدة بمدينة سطات على بعد ازيد من 60 كلم خاصة باب التسجيل للإستفادة من المنحة الجامعية هذه العملية المحددة الاجال والتي استحال على الكثير من الطلبة التسجيل بالبوابة الالكترونية المخصصة للغرض لاسباب يقول بعض الطلبة انها راجعة في كثير من الأحيان لرقم مسار المتعلق التلميذ، وهنا تبدأ رحلة التلاميذ واسرهم ذهابا وايابا بين السوالم ومصالح المديرية الإقليمية للتعليم ببرشيد لطرح مشكل قد يجد الحل او يتاخر الى حين حلول الاجال المحددة للتسجيل في الاستفادة من المنحة الجامعية ومعها تتساءل كل فعاليات المنطقة عن سبب عدم استقبال الطلبة بجامعة الدار البيضاء التي لاتبعد عن السوالم الا حوالي 15 عشرة دقيقة دون الحديث عن اطراف جماعتي السوالم الطريفية والساحل اولاد احريز على مستوى حدود جماعات العاصمة الاقتصادية حيث المسافة لاتتعدى كيلومترات معدودة ويتجدد سؤال كل الفعاليات اين نحن من نظام الجهة الا يحق لطلبة السوالم متابعة تعليمهم العالي بجامعات الدار البيضاء ؟ الا يعد هذا السلوك حيفا في حق طلبة السوالم وبالتالي سببا حقيقيا في الهدر المدرسي خاصة الطالبات منهن اللواتي يبعدن عن مدينة سطات بأكثر من 70 كيلومترا احيانا ؟؟ فهل بهذا السلوك سنحقق مدرسة ذات جودة للجميع كما رفعته شعارا لها الوزارة الوصية على القطاع ؟؟